نظم النادي مساء السبت 17/ 1 /2009 م - الموافق 21/ 1/1430 هـ ندوة عليمة ثقافية بعنوان: "واقع العلم في العالم العربي" بحضور عدد من أكاديمي المنطقة ومثقفيها في القاعة الثقافية بالنادي وقد شارك في الندوة الدكتور أحمد مهجع الفريسي عميد كلية العلوم بجامعة حائل والأستاذ عبدالله المطيري الكاتب الصحفي وأدار الندوة عضو مجلس إدارة النادي الأستاذ / عمر الفوزان.
وبدأ المطيري طرح ورقته التي جاءت بعنوان "إشكالية العلم في الواقع العربي قراءة من منظور إبستمولوجي (معرفي) وسوسيولوجي (اجتماعي)" وبدأها بعبارة برتراند راسل جاء فيها: "إن آثار العلم على أنواع شديدة التباين: فهناك آثار عقلية مباشرة: كنبذ الكثير من المعتقدات التقليدية واعتناق غيرها من وحي نجاح المنهج العلمي، ثم هناك الآثار على التقنية، في الصناعة والحرب، ولذلك فإن هناك فلسفة جديدة آخذة في النمو بحيث تشمل مفهوما مغايرا عن موقع الإنسان في الكون".ثم قال أن التفكير في وضع العلم في الدول العربية اليوم ضمن التفكير في مشكلة التخلف الثقافي والحضاري الذي تعيشه هذه الدول. ثم عرف العلم بأنه منهج التفكير الذي يقوم على العقلانية ، السببية، التي توفر التنظيم وفقا لقوانين موضوعية تجريبية أو منطقية أو رياضية ويعطي نتائج يمكن التأكد من صحتها تجريبيا أو حسابيا.
وبعدها تناول العلم من منظور علم اجتماع العلوم، وقال: "العلم يبدأ بوصفه شبكة اجتماعية داخل محيط اجتماعي يؤثر ويتأثر به. فمع المنهج التاريخي والإبستمولوجي من الضروري إدراج المنهج الاجتماعي العلمي في المساعدة على فهم هذه الحالة ثم تناول علاقة العلم مع المؤسسات:السياسية والدينية والاقتصادية،والثقافية، والمؤسسات التعليمية العربية.
بعدها قدم الدكتور مهجّع ورقته بعنوان: (العلم والبحث العلمي في العالم العربي ) وقال فيها: "إنَّ الأزمات المتعددة التي يتخبط فيها عالم اليوم وتصاعد موجة الكراهية والخوف من الإسلام في الغرب، تنذر بانعكاسات سلبية على مستقبل المجتمعات الإنسانية".
واضاف: "لا تزال جهود البحث العلمي والتطوير في معظم الأقطار العربية ضئيلة جداً ومحصورة في مراكز الأبحاث الحكومية وانعدام لجهود البحث والتطوير في المؤسسات الصناعية". ونوّه إلى أن ذلك أدى إلى حرمان الباحث الجامعي من الدعم المادي".
وتطرق لعدد البحوث وإنتاجية الباحث. وقال: " تشير إحدى الدراسات إلى أن ما ينشر سنوياً من البحوث في الوطن العربي لا يتعدى 15 ألف بحث" . ولما كان عدد أعضاء هيئة التدريس نحو 55 ألفا فإن معدل الإنتاجية هو في حدود 0.3 . " علماً بأن الحد الأدنى لمعدل الإنتاجية المطلوب من الباحثين هو 2 في كل سنة.
ثم ناقش أسباب التأخر العلمي ووضع بعض التوصيات حلها. وجاءت مداخلات الحضور وكانت أولاها من الإعلامي مفرح الرشيدي منتقداً الجامعات التي يبقى فيها أعضاء هيئة التدريس على رتبهم لعشرين عاماً ويقررون كتباً تجاوز عمرها الثلاثين عاماً مع تخليها عن وظيفتي البحث وخدمة المجتمع الأمر الذي وافقه الدكتور الفريسي، فيما قال المطيري أن الأستاذ الجامعي غير المنتج يبقى لأن الوضع العام رضي بوجوده، فيما جاءت مداخلة الدكتور سناء عودان معترضة على طرح أن دمج الدين بالعلم يقضي على الأخير وقالت أن غياب المرأة عن البحث العلمي تعطيل لدورها. فرد المطيري أن العلم لا يعني القضاء على الدين ولا الدين على العلم، وداخل الدكتور سليمان خاطر : "أن قناعة صاحب القرار باستقطاب العقول المهاجر أمر لا بد منه في إحياء العلم" أما المهندس حسني جبر فقال أن: "العلم التطبيقي في أصله جاء للاستخلاف في الأرض وعلماء الفيزياء وغيرهم كانوا علماء دين" ، فرد المطيري أن العلماء المسلمين فصلوا الدين عن العلم وهم متدينون وهذا لا يعيق تفكيرهم العلمي. بينما قال شتيوي الغيثي عضو مجلس إدارة أدبي حائل: "أن قيمة الفرد في الدول المتقدمة تختلف عنها في الدول العربية وهذا مؤثر في تطور العلم".
فيما تطرق الدكتور عنتر عبد العال الى تصنيف الجامعات العربية في ترتيب الجامعات العالمية وقال أن من أسس تقييم الجامعات البحوث العلمية المنشورة فيم تساءل محمد نخيلان الشمري عن أسس اختيار البحوث العلمية أما الدكتور عبد الله البطي فعزا التخلف الثقافي إلى التخلف العلمي معترضاً على التعريف الذي طرح للعلم. أما محمد دسوقي فقال أن عدم قناعة المجتمع بالبحث العلمي أمر ملاحظ.
وجاءت مداخلة الإعلامي بندر العمار حول أن القيود الدينية أدت إلى تأخر العلم وقال أن عمليات استنساخ الخلايا الجذعية رفضت قبل أن تبدأ. فرد عبد الله المطيري وقال أننا نعاني من قيود سياسية والكنيسة كانت تفرض قيوداً على أوربا وما يحدث في الوطن العربي هو شكل مشابه لعصور الظلام وهناك عوائق تمارسها السلطة هي نفسها التي كانت تمارسها الكنيسة، فيما علق الفريسي أن الاستنساخ يرفضه الدين الإسلامي وكل القوانين وقال الخلايا الجذعية مسموح العمل عليها والاستنساخ جزء من هذا العمل.
وطرح الدكتور عبد الوهاب الشميلان أن المجلات العلمية في الوطن العربي لا تتصل بالمجلات العلمية في الدول المتقدمة فأكد الفريسي أن هذا بسبب غياب مراكز البحث في الجامعات. فيما قال الدكتور صفوت عبد الحي أن ثقافة التعليم في الوطن العربي حشو دون وعي. فيما رأي محمد الخزيم أنه من الأولى دراسة واقع التعليم قبل العلم فرد الفريسي أن العلم هو ما يصنع التعليم وهو الأولى .وختم أحمد عبد الرحيم بمداخلة حول المبتعثين السعوديين للخارج ودورهم في نقل المملكة العربية السعودية نقلة نوعية.